بسم الله الرحمن الرحيم
القفزة القياسية لسعر النفط هل يمكن ارجاعها الي تفسير واحد؟
لندن ـ من الكس لولر:
لا يمكن ارجاع صعود سعر النفط لمستوي قياسي تجاوز 139 دولارا للبرميل في نهاية الاسبوع الماضي الي تفسير واحد رغم أن بعض كبار المحللين والمنتجين توقعوا أن يرتفع السعر أكثر.
وقفز سعر الخام 10.75 دولار يوم الجمعة الي 139.12 دولار لتتجاوز مكاسبه في يومين 16 دولارا. وعزا البعض هذا الارتفاع لتصريحات وزير اسرائيلي بشأن هجوم محتمل علي ايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم.
وأشار البعض لقوة العوامل الاساسية المتعلقة بالعرض والطلب التي تحكم سوق النفط. وقال كيفين نوريش محلل النفط في باركليز كابيتال هناك عوامل جوهرية اساسية قوية وراء كل هذا وفي مقدمة ذلك عودة الاهتمام بايران .
وتراجعت اهمية خلاف ايران مع الغرب بشان برنامجها النووي بالنسبة للمستثمرين في قطاع النفط حتي الاسبوع الماضي الا أن تصريحات وزير النقل الاسرائيلي شاؤول موفاز أدت لتهافت علي الشراء.
ومن ابرز القائلين بان العوامل الاساسية (العرض والطلب) في سوق النفط هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع الاسعار بنوك مثل مصرفي غولدمان ساكس الامريكي وباركليز البريطاني.
ويميل المنتجون ومن بينهم أوبك لالقاء اللوم علي عوامل اخري غير الامدادات مثل المضاربة.
وذكر سيتي بانك في مذكرة أمس الاول أن العوامل الاوسع نطاقا وراء القفزة الاخيرة لاسعار النفط هي علي الارجح النمو المخيب للامال في الامدادات والطلب العالمي القوي وأن الاسعار قد ترتفع أكثر.
ومن المتوقع ان يرتفع الطلب العالمي رغم تأثره بالاسعار القياسية بنحو مليون برميل يوميا هذا العام فيما تواجه امدادات منتجين من خارج أوبك خطر عدم تحقيق اي نمو.
وذكر البنك حتي يظهر دليل واضح علي ان الطلب يتحرك نحو الهبوط من حيث القيم الحقيقية من المستبعد ان يتوقف الاتجاه الصعودي للنفط .
ويري البعض أن القفزة في سعر النفط في الاسبوع الماضي امر يستعصي تبريره ويقارنونه بطفرات في الاسواق المالية في الماضي مثل طفرة شركات الانترنت في التسعينات.
وذكرت نشرة تقرير شورك المتخصصة في مجال الطاقة اذا حاول اي شخص ان يورد تفسيرا مقبولا لما حدث يومي الخميس والجمعة الماضيين في قطاع الطاقة فلا تستمع اليه والافضل ان تلكمه في انفه .
وبعيدا عن ذلك يشير اخرون في السوق الي تجدد موجة ضعف الدولار كسبب للصعود الكبير للنفط في الاسبوع الماضي. والمح جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي الي رفع محتمل لاسعار الفائدة في وقت لاحق من العام لتصعد العملة الاوروبية الموحدة أمام الدولار مما قاد للقفزة الاخيرة في أسعار النفط.
وذكر جون كيمب الاقتصادي في ار.بي.اس سيمبرا انه قد يثبت ان هذه التصريحات تبرر اتجاها نزوليا لاسعار النفط اذا ما ادت الي اتجاه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الامريكي والبنوك المركزية الاخري الي رفع أسعار الفائدة. وقال من غير الواضح ما اذا كان هناك اي دور علي الاطلاق لتواتر الاحداث في الاسبوع الماضي في صعود النفط .
وكان ضعف العملة الامريكية عاملا رئيسيا وراء ارتفاعات أسعار السلع الاساسية لان أسعار المواد الخام المقومة بالدولار تتيح تحوطا محتملا ضد التضخم. وركزت التفسيرات الاخري للصعود علي العوامل الاساسية. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن عدم زيادة المخزون في الربع الثاني ـ وهي الفترة التي يرتفع فيها عادة ـ والقلق بشأن ايران سببان وراء قفزة السعر يوم الجمعة.
وقال لورانس ايغلز رئيس قسم صناعة واسواق النفط في الوكالة ومقرها باريس اعتقد اننا شهدنا نتيجة لذلك تناميا لمزيج يجمع بين مشتريات لتفادي المخاطر واحجاما عن البيع . غير أن كثيرين من منتجي النفط من بينهم منظمة أوبك وبعص أكبر شركات النفط المسجلة اسهمها بالكامل في البورصة تقول ان الامدادات كافية وتعزو ارتفاع الاسعار للمضاربة.
واجمع مسؤولو اوبك علي أن المنظمة ليست بحاجة لزيادة الانتاج وعزا جيروين فان دير فير رئيس رويال داتش شل تسجيل النفط لاسعار قياسية الي معنويات السوق وليس نتيجة نقص في الامدادات.
ورغم اختلاف الاسباب التي ساقوها لصعود النفط عما ذكرته بنوك استثمار مثل سيتي غروب وغولدمان ساكس فان بعض مسؤولي اوبك تنبأوا بارتفاع أكبر للاسعار. ونقل عن المسؤول الايراني البارز محمد علي خطيبي قوله اتوقع أن يصل سعر النفط بحلول نهاية الصيف الي 150 دولارا للبرميل .